المحاصيل اليتيمة
يقول عالِم النبات زاكاري ليبمان في مختبر كولد سبرينج “أعتقد أن كرز الأرض سيصبح محصولاً لبّياً مهماً باستخدام هذه التقنية. وقد وصلنا إلى موضع تسمح لنا التقنية القيام بذلك”. وسبق للفريق أن قام بمعاملة جينومات بعض أنواع البندورة وهو نفس المسلك المُطبّق على كرز الأرض.
كرز الأرض الذي يُسمَّى أحياناً عنب الثعلب
ابتعد أيّها الفريز لقد حضرت ثمرة أخرى يسيل لها لُعاب الناس. يدّعي البحّاثة الاقتراب من تدجين كرز الأرض وهي ثمرٌ برّي من اللبيات يستوطن أميركا الوسطى والجنوبية باستخدام تقنية تعديل الموروثات الحديثة. وبدلاً من الانتظار لآلاف السنين لتدجين النبات عبر الطُرق التقليدية، يقول البحَّاثة إن طريقتهم ستوفِّر هذه الثمار المرغوبة على رفوف المتاجر بسرعةٍ أكبر.
ينتمي كرز الأرض Physalis pruinosa إلى ما يُسمَّى المحاصيل اليتيمة — أي المحاصيل الثانوية التي تضمّ أيضاً التيف والدخن الأصبعي واليام وبعض الجذور والدرنات المهمة محلياً ولكنها لا تنشتر حول العالم.
ويُعزى سبب محدوديّة انتشارها لضعف إنتاجيّتها وعدم صلاحيتها للتخزين والنقل الطويل.
وكرز الأرض الذي يُسمَّى أحياناً عنب الثعلب أو كرز الشتاء أو البندورة ذات الخباء، هو نوع من الثِمار الصفراء الصغيرة ذات الخباء الورقي. ويوصَف مذاقها بمزيجٍ من البندورة والأناناس ما يجعلها مُكوِّناً مهماً في الحلويات والسلطات والمربيّات أو تؤكل نيئة بمفردها.
قد تصل تلك الثمار الأسواق الأميركية أحياناً ويتخاطفها المُستهلكون بسرعةٍ ولكن توفيرها بشكلٍ أعرض يستلزم زراعتها بسهولة أكبر وبإنتاجية أعلى. وعادة ننتظر سنوات طويلة لتدجين النباتات بشكلٍ كاملٍ. ولكن البحّاثة في معهد بويس تومبسون قرّروا سلوك مسلك مُختَصر.
تمكّن العلماء من تحويل كرز الأرض من محصولٍ برّي إلى محصولٍ شبه مُدجَّن في غضون سنوات قليلة.
قرّر الفريق تحويل مظهر النبات الخشبي إلى هيئة أكثر تماسكاً ومنحه ثماراً أكبر وأزهاراً أغزر.
قاموا أولاً بسلسلة جينوم كرز الأرض ما مكّنهم من تحديد المورثات المسؤولة عن خصائص المحصول غير المرغوبة. ثم استخدم البحّاثة أداة كريسبر لتعديل المورث السيّىء لتحوير تلك المورثات المُستهدَفة.
يقول عالِم النبات زاكاري ليبمان في مختبر كولد سبرينج “أعتقد أن كرز الأرض سيصبح محصولاً لبّياً مهماً باستخدام هذه التقنية. وقد وصلنا إلى موضع تسمح لنا التقنية القيام بذلك”. وسبق للفريق أن قام بمعاملة جينومات بعض أنواع البندورة وهو نفس المسلك المُطبّق على كرز الأرض.
لا يزال هذا المشروع لغاية اليوم إثباتاً للمفهوم وهو أول محصول يتيم تُطبّق عليه تقنية كريسبر لتحوّله إلى محصولٍ عائلي غزير الغلّة.
يُخطِّط العلماء لتطوير تقنيّتهم لتحسين الخصائص المرغوبة مثل لون الثمرة ونكهتها. وسيتطلَّب الأمر تطبيق بعض ممارسات إكثار النبات التقليدية لجعل المحصول واسع الانتشار. ولا يعلم بعد الزمن اللازم لإنجاز تلك المهمّة مع الأخذ بعين الاعتبار تسوية حقوق الملكية الفكرية لكريسبر.
يقول ليبمان إن الدراسة تظهر الإمكانية المتوافرة والتي تُحفِّز بقيّة العلماء على تبنّي محاصيل يتيمة أخرى واستجلاء مكامن قوّتها للتهجين السريع. وبذلك تتحسّن حال الأمن الغذائي وتزدان أطباقنا بنكهاتٍ ومذاقاتٍ ثرية.
الكاتب: تيبي بوي
المصدر : الميادين نت