الحدود المفتوحة: علم وأخلاقيات الهجرة
3 min readNov 1, 2019
إبراهيم عبد الله العلو
أضحى صناع القرار الأميركي منذ زمن طويل أسرى لنقاش محموم حول عدد المهاجرين ونوعيتهم وكيفية السماح لهم بالدخول والعمل في الولايات المتحدة.
“الحدود المفتوحة: علم وأخلاقيات الهجرة”
يتشارك الدكتور برايان كابلان الأستاذ الشهير للاقتصاد مع رسام للرسوم الهزلية زاك وينر سميث، في هذا الكتاب “الحدود المفتوحة: علم وأخلاقيات الهجرة”، النقاش بأن أحد المركبات المهمة للسلم والازدهار العالمي يكمن حقيقة بالحدود المفتوحة.
وفي المناخ السياسي اللاسع في هذه الأيام، حيث يتم إنكار إنسانية المهاجرين الأساسية، قد يفاجأ كثير من القراء بمعرفة أن الولايات المتحدة حافظت بالفعل على الحدود المفتوحة لغاية قانون الهجرة الذي أجيز في عام 1924.
وابتداء من هناك يقدم كابلان الذي ألف كتاب “الحالة المناهضة للتعليم: لماذا نعتبر النظام التعليمي مضيعة للوقت والمال) عام 2018 ووينر سميث الذي أبدع كتاب “العلم: إفساد كل شيء منذ عام 1543: مجموعة من الرسوم الهزلية ذات التوجه العلمي) عام 2014، تحليلاً ميسراً ومقنعاً لسياسة الهجرة الأميركية وكيفية تغييرها إلى الأفضل.
يبني المؤلف والرسام إطاراً عملياً لفكرتهم بناءً على الاعتبارات الاقتصادية والفلسفية والبراغماتية وفي الوقت ذاته يتوقعان وجود الرافضين والمشككين بأسلوب مرح منفتح ومحترم. ويضرب مثالاً على ذلك “جدل حلوى سكيتلز” ضد الحدود المفتوحة والتي تسأل” إذا كان هناك ثلاث حبات مسمومة في وعاء من السكيتلز هل تغامر بتناول حفنة منه؟”
يستحضر كابلان ووينر سميث بلطف روح مبدع نظرية الاحتمالات كارل فريدريتش جاوس لتوضيح أن هذا الجدل المناوئ للهجرة هو بالفعل “ذروة الجهل” لأن الوعاء الذي يضم ثلاث حبات مسمومة يحتوي بالفعل على ملايين الحلوى اللذيذة –وإن رفض تناولها هو عمل طفولي يماثل رفض الخروج من المنزل خشية التعرض لصاعقة برق.
ويقول الكاتب “إن علم الحساب لن يجبر قلبك إذا قام أحد المهاجرين بقتل من تحب”. ولكن “العلم سيمنعك من لوم شخص على صنيعة شخص آخر”.
يتقبل كابلان ووينر سميث مصداقية أعلى الادعاءات حول الهجرة ولكنهما يفترضان “حلولاً مفتاحية” تتوجه نحو المهتمين “بدون حدود مقيدة للهجرة” ويستشهدان، لقدح النقاشات الجدية حول الحدود المفتوحة، بحكمة ج س ميل وروبرت نوزيك وريتشارد بونسر ولي كوان يو وايمانويل كانط وحتى عيسى المسيح عليه السلام.
وتعتبر تلك الطريقة بالغة الفعالية في الحديث عن قضية لا تحظى باهتمام الكثير من الناس على مستوى البلاد.
صدر هذا الكتاب بتاريخ 29 تشرين الأول / نوفمبر عام 2019 عن دار نشر فيرست سكوند ويقع في 256 صفحة.
والكاتب برايان كابلان هو أستاذ الاقتصاد في جامعة جورج ماسون ويعتبر من أشد المناصرين على مستوى العالم لحرية الهجرة.
ويشير بوضوح إلى أن صناع القرار الأميركي أصبحوا منذ زمن طويل أسرى لنقاش محموم حول عدد المهاجرين ونوعيتهم وكيفية السماح لهم بالدخول والعمل ضمن الولايات المتحدة. يشير المناصرون لاستقبال المزيد من المهاجرين للأسباب الإنسانية بينما يصر المعارضون على أنهم يحمون حقوق المواطنين الأصليين.
يضيف برايان منظوراً جديداً لقضية الهجرة: إذ يقول إن فتح الحدود على مستوى العالم سوف يستأصل الفقر العالمي ويدفع إلى اقتصاد عالمي مزدهر مما يعود بالنفع على البشرية جمعاء.
يستخدم برايان نبرة حوارية سلسلة ورسوم براقة أبدعها زاك وينر سميث مما يجعل قضية الهجرة الحرة سهلة التتبع وفي الوقت ذاته عصية على الإنكار.
المصدر:
kirkusreviews.com
المصدر:
الميادين نت