مجمع نمل ضخم في البرازيل عمره 4000 سنة ويمكن رؤيته من الفضاء

Ibrahim Alalou
3 min readJan 1, 2019

--

بعض التلال في هذا الموقع ويبلغ ارتفاع كل منها 2.5 متر وبقطر 9 متر.

تأليف: اليكسندرو ميسو

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

بينما انهمك قدماء المصريين ببناء أهراماتهم انشغل النمل الأبيض في البرازيل ببناء صرحه المتمدد.

كشفت دراسة حديثة عن أن مجمعاً للنمل الأبيض لا يزال مأهولاً في شمال شرق البرازيل رغم مرور 4000 سنة على بنائه. وهذا البناء هائل الحجم ويغطي مساحة تقارب مساحة بريطانيا العظمى(230000 كيلومتر مربع)مما يجعله أكبر بناء تشيده الحشرات على سطح الأرض.

يقول الدكتور ستيفن مارتن من جامعة سالفورد في بريطانيا” بُنيت هذه التلال من قبل نوع وحيد من النمل الأبيض الذي قام بحفر شبكة هائلة من الأنفاق للسماح له بالوصول إلى الأوراق الميتة وأكلها بمأمن ومباشرة من أرض الغابة. تقدر كمية التراب المستخرج ب 10 كيلومتر مكعب أي ما يساوي حجم 4000 هرم من أهرامات الجيزة وتمثل أكبر بناء يشيد من قبل نوع واحد من الحشرات.”

ونظراً لضخامة الصرح يمكن تمييزه بسهولة على جوجل ايرث. ولكنه لا يمثل مكان معيشة النمل الأبيض إن صح التعبير . ولكنه منتج ثانوي للحفر البطيء والمستمر الذي تقوم به الحشرات لشبكة من الأنفاق تحت الأرضية. أنتج كل ذلك الحفر (على مدى آلاف السنين) كمية مهولة من التربة الإضافية والتي جمعها النمل في تلال مخروطية الشكل يزيد عددها عن 200 مليون تل. ويبلغ ارتفاع كل تلة 2.5 متر و قطرها 9 متر.

يقول الدكتور روي فونش من جامعة فييرا دي سانتانا في البرازيل” يعتبر هذا العمل أكبر جهد هندسي حيوي في العالم ينجزه نوع وحيد من الحشرات. وما يثير الاستغراب أكثر قدم هذه التلال التي تصل إلى 4000 سنة وتقارب الأهرامات سناً.”

شُيدت هذه التلال في الأجمات الكثيفة من الغابة الجافة والمنخفضة الارتفاع والتي تميز شمال شرق البرازيل-والتي تُدعى كاتينا. وتكون عادة متخفية وبعيدة عن الأنظار بفعل الأشجار والشجيرات الشوكية في تلك المنطقة.

وعندما جُرفت بعض الأراضي لتفسح المجال أمام المراعي في السنوات القليلة الماضية ظهرت التلال كبثور على سطح التربة.

جمع فريق الدراسة عينات تربة من 11 تلة وقام بتحديد عمر المواد الموجودة فيها. كشفت هذه الخطوة أن تلك البنى قد مُلئت قبل 690 إلى 3820 سنة مما يجعلها بعمر أقدم تلال للنمل الأبيض في أفريقيا.

قام الفريق بعد ذلك بتحليل النمط المكاني الإعتيادي للتلال وتحديد ما إذا كان مدفوعاً بالمنافسة بين النمل في التلال المجاورة. وبتعبير آخر حاول تحديد التشكيل الكلي وهل تم تنظيمه بسبب محاولة النمل الابتعاد بمسافة متساوية عن جيرانه المعتدين. ولكن ذلك لم يكن صحيحاً: كشفت الإختبارات الحقلية عدم وجود اعتداءات وصراعات كثيرة عند مستوى التلة. وهذا مخالف بشكل كبير لسلوك النمل المجمع في مواقع أخرى عن التلال المتوضعة على مسافات أكثر عن بعضها البعض والتي تكون سريعة الغضب تجاه بعضها البعض.

وإستناداً إلى هذه النتيجة إقترح الفريق أن نمط التلال نبع عبر تنظيم النمل الذاتي واندفع بفعل سقوط الأوراق التصادفي في الغابة الجافة (والتي تتغذى عليها تلك الحشرات). تُستخدم هذه الأنفاق لضمان منفذ إلى مورد غذاء متقطع. واعتقدوا أن خريطة الفرمون قد تساعد النمل على توجيه جموعه من المستعمرة إلى أقرب تل مهمل.

يقول مارتن” إنه لأمر لا يصدق في هذا اليوم والعصر أن تجد معجزة بيولوجية مجهولة بهذا الحجم والعمر ولا تزال موجودة مأهولة حتى اليوم”

لا تزال هناك العديد من الأمور التي لا نفهمها حول هذا الموقع- مثلاً لا يعلم أحد بينة هذه المستعمرات من النمل الأبيض لأنه لم يُعثر على غرفة لملكة هذا النوع. وربما يعود مارتن وفريقه مرة أخرى إلى المستعمرة للإجابة على هذه التساؤلات.

المصدر:

المصدر: الميادين نت

--

--

Ibrahim Alalou
Ibrahim Alalou

Written by Ibrahim Alalou

Life-long learner. Translator. Writer. Seeking answers to mind-boggling questions .إبراهيم العلو. من سوريا. مهندس زراعي . كاتب ومترجم. ibrahimalou.blogspot.com.

No responses yet